رفضت الترشح للجائزة وكانت المفاجأة..

الروائية اللبنانية هدى بركات تفوز بجائزة البوكر العربية

فازت الروائية اللبنانية هدى بركات بجائزة البوكر العربية عن روايتها “بريد الليل” (دارالآداب)… وأعلن عن هذا الخبر مساء اليوم في أبوظبي خلال احتفال إدارة الجائزة..

ولعل المفاجأة التي حمتلها هذه الجائزة، تتمثل في فوز كاتبة كانت أصلا رفضت الترشح، واعتذرت من الدار التي تنشر أعمالها، لكنّ لجنة التحكيم هي التي طلبت ترشيحها أو رشحتها بعد استئذان دار الآداب التي أقنعت هدى بركات بضرورة الترشح.

وبحسب نظام الجائزة يحق للجنة التحكيم، إذا ما وجدت نقصاً أو ضعفاً في القائمة، أن ترشح رواية غير مرشحة، شرط أن توافق الدار وصاحب الرواية. وما كان حفز بركات إلى رفض الترشح  ليس التبجح أو التكبر، بل هو عدم وصول روايتها إلى القائمة القصيرة في جائزة الشيخ زايد للإبداع الأدبي هذه السنة، وفي ظنها أن الحظ  لن يواتيها في البوكر. ولكن حصل ما لم يكن متوقعاً، ليس لأن الرواية لا تستحق الفوز، بل لأن الكثيرين اعتبروها رواية قصيرة حتى لتكاد تكون أقرب إلى “النوفيلا” او القصة الطويلة، على خلاف الروايات الدسمة التي تترشح عادة إلى “البوكر”.

وخطفت بركات الجائزة ويمكن وصف هذا الفوز ب”الإنتقام” فهي لم تصل إلا مرة واحدة إلى اللائحة الطويلة للبوكر العربية عبر روايتها “ملكوت هذه الأرض” العام 2013، بينما بلغت القائمة القصيرة لجائزة “مان بوكر العالمية” للعام 2015 التي كانت تمنح آنذاك مرة كل سنتين عن مجمل أعمال الكاتب- الكاتبة وهي من الجوائز المهمة جداً عالمياً ، وفازت أيضا العام 2000 بجائزة نجيب محفوظ عن روايتها “حارث المياه” وبجائزة سلطان العويس العام 2018…

وضمت لجنة تحكيم البوكر هذه السنة كل من: شرف الدين ماجدولين (رئيس اللجنة)، أكاديمي وناقد مغربي متخصص في السرديات والدراسات المقارنة، وفوزية أبو خالد، شاعرة وباحثة سعودية في القضايا الاجتماعية والسياسية، زليخة أبوريشة، شاعرة وناشطة أردنية في قضايا المرأة وحقوق الإنسان ، لطيف زيتوني، أكاديمي وناقد لبناني متخصص في السرديات وتشانغ هونغ يي، أكاديمية ومترجمة وباحثة صينية. وكان على هذه اللجنة أن تتناقش وتتجادل وتختلف ثم تتفق على اسم هدى بركات بالتصويت.

أما الأسماء الأخرى في اللائحة القصيرة التي تنافست على الجائزة الأولى فهي: الأردنية كفى الزعبي (شمس بيضاء باردة)، السورية شهلا العجيلي (صيف مع العدو)، المصري عادل عصمت (الوصايا)، العراقية إنعام كجه جي (النبيذة)، المغربي محمد المعزوز (بأي ذنب رحلت؟).

وبررت اللجنة فوز بركات معتبرة  “أن رواية “بريد الليل” رواية حول بشر هاربين من مصائرهم، وقد أصبح الصمت والعزلة والكآبة والاضطراب كونهم الجديد، وهى رواية إنسانية ذكية الحبكة توازن بين جدة التكنيك وجمال الأسلوب وراهنية الموضوع الذي تعالجه”.

اللافت في رواية “بريد الليل” أن صاحبتها اعتمدت تقنية المراسلة أو كتابة الرسائل  لتسرد حكايات أصحاب هذه الرسائل، وهم شبه مجهولين، كتبوها من دون أن يرسلوها فضاعت، لا سيما بعد عدم مجيء ساعي البريد الذي تمتدحه الروائية وتتحسر على زمانه. الرسائل شاءتها الكاتبة خمساً، بينما تتوزع الرواية على ثلاثة فصول هي: خلف النافذة، في المطار، موت البوسطجي. والعناوين هذه تتداخل رمزياً لترسخ معاناة الأشخاص الذين يكتبون الرسائل والاشخاص الذين تتوجه الرسائل إليهم وهم لن يتلقوها، فتظل مجرد رسائل تروي مآسي شخصية وجماعية. في الرسالة الأولى يكتب رجل إلى حبيبته المفترضة، معترفاً أنه يكتب الرسالة الأولى في حياته والوحيدة. يروي لها كيف قُبض عليه وعُذب وقُمع وكيف راح يعمل في خدمة عسكري حتى أصبح رجلا قاسيا يقمع الآخرين. في الرسالة الثانية سيدة في فندق تكتب رسالة إلى رجل تنتظر قدومه مع أنها تعلم أنه لن يأتي. في الرسالة الثالثة شاب يكتب إلى أمه محاولا إقناعها ببراءته وبأنه لم يرتكب جريمة قتل. وهكذا دواليك…

هدى بركات من مواليد بيروت العام 1952. عملت في التدريس والصحافة وتعيش حالياً في باريس. أصدرت ست روايات ومسرحيتين ومجموعة قصصية بالإضافة إلى كتاب يوميات. وشاركت في كتب جماعية باللغة الفرنسية. ترجمت أعمالها إلى العديد من اللغات. منحتها الدولة الفرنسية وسامين رفيعين. من أعمالها الروائية: “حجر الضحك” (1990)، “أهل الهوى” (1993)، “حارث المياه” (2000) ، “سيدي وحبيبي” (2004) ، “ملكوت هذه الأرض” (2012).

“اندبندنت عربية”عن

Exit mobile version