شيء من الماضي

بقلم الشاعرة حسنة أولهاشمي

 

السماء ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻗﺒﻨﻲ

ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺘﺒﻞ ﺍﻟﻔﺮﺡ

ﺃﺗﺄﺑﻂ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ

ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺵ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ

ﺃﺟﺮﺏ ﻛﻴﻒ ﺃﺭﻓﻊ ﺗﻨﻮﺭﺗﻲ ﺍﻟﻮﺭﺩﻳﺔ

ﺃﻋﻠﻰ ﺭٌﻛﺒﻲ

ﺃﻏﺮﺱ ﻭﺭﺩﺓ ﺻﻔﺮﺍﺀ

ﻓﻲ ﺷﻌﺮﻱ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ

ﺃﺭﻛﺾ

ﺑﺪﻫﺸﺔ ﺃﺳﺎﺑﻖ ﺍﻟﻨﺤﻠﺔ ﺍﻟﻬﺸﺔ

ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻌﻖ ﺑﺎﻧﺘﺸﺎﺀ

ﺻﺤﻦ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﺷﻮﺷﺔ

ﺑﻤﺴﺤﻮﻕ ﺍﻟﻘﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﺮ

ﺃﻃﻠﻖ ﺻﻮﺗﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ

ﺃﺷﺮﻉ ﻓﻲ ﻏﺴﻞ ﻭﺗﻜﻨﻴﺲ ﺍﻟﺒﻴﺖ

ﺑﺪﻻﻝ

ﺃﻋﺎﻧﻖ ﻭﺣﺪﺓ ﻟﺬﻳﺬﺓ

ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﺒﺒﺘﻬﺎ

ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺠﺮﻡ ﺟﻨﻮﻧﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ

ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﺟﺴﺪﻱ

ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻠﻜﺎ ﻟﻲ

ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﺻﻮﺗﻲ

ﺗﺴﻤﻌﻪ ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ

ﻭﻧﺮﻗﺺ ﻣﻌﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﺨﺘﺒﺊ

ﺃﻭ ﻧﺨﺎﻑ ﺯﻣﻬﺮﻳﺮ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ

ﻭﻋﺼﺎﻩ ﺍﻟﻐﻠﻴﻈﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻔﺔ ﻓﻲ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ

ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻗﺪﺭ ﺛﺎﺑﺖ

ﻳﺘﺮﺑﺺ ﻟﺤﻢ ﺍﻟﺨﻄﺎﻳﺎ

ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻗﺒﻨﻲ

ﻫﻲ ﺍﻵﻥ ﺭﻣﺎﺩ ﻣﺘﺒﻞ

ﺑﻐﻨﺎﺀ ﺍﻟﻐﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﺤﻴﻖ

ﺍﻟﺮﻣﺎﺩ ﺃﺻﺒﺢ ﻭﺷﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺼﻢ ﺟﺪﺗﻲ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻐﻴﺔ

ﺟﺪﺗﻲ ﺍﻵﻥ

ﻫﻲ ﺍﻟﻠﺤﻦ ﺍﻟﺠﺮﻳﺢ

ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺪﺛﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﺑﻌﻴﺪﺍ

ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻘﺸﺮ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻳﻮﻣﺎ

ﺃﺳﺎﻣﻴﻬﻢ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺣﺔ.

 

Exit mobile version