لطيفة لبصير و سعيد العوادي.. إبداع مغربي يحصد التقدير
سجل الكاتبان المغربيان لطيفة لبصير وسعيد العوادي حضورا مميزا ضمن قائمة الفائزين بالدورة 19 لجائزة الشيخ زايد للكتاب، التي أعلنها أمس، مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة.
وجاء تتويجهما مستحقا لمسيرتهما الإبداعية والفكرية، حيث حازت لبصير على جائزة أدب الطفل والناشئة عن عملها “طيف سَبيبة”، بينما فاز العوادي بجائزة الفنون والدراسات النقدية عن كتابه “الطعام والكلام: حفريات بلاغية ثقافية في التراث العربي”.
وتكرم الجائزة هذا العام نخبة من المبدعين والباحثين من سبع دول هي: المغرب، الإمارات، لبنان، العراق، اليابان، المملكة المتحدة، وإيطاليا، وذلك بعد عملية تقييم دقيقة شاركت فيها لجان التحكيم والهيئة العلمية، وفق أعلى معايير التميز الأدبي والثقافي.
وفي عملها الفائز “طيف سبيبة”، الصادر عن المركز الثقافي للكتاب (2024)، تقدم لطيفة لبصير معالجة إنسانية رفيعة المستوى لاضطراب طيف التوحد، من خلال قصة تُروى على لسان الأخت الكبرى، في سرد مؤثر يزاوج بين البساطة الفنية والعمق التوعوي. يسلط الكتاب الضوء على أهمية التعاطف والوعي المجتمعي في التعامل مع التوحد، ويمنح القارئ الشاب تجربة قرائية مليئة بالجمال والمعنى.
أما سعيد العوادي، فقد نال التقدير عن دراسته النقدية “الطعام والكلام”، الصادرة عن دار أفريقيا الشرق (2023)، والتي استكشف فيها العلاقة الرمزية والثقافية بين الغذاء والبلاغة في التراث العربي. من خلال مقاربة فكرية موسعة، يحلل العوادي النصوص الأدبية والشعبية، ويقدم رؤية جديدة تغني الدراسات الثقافية والبلاغية بخطاب يخرج عن القوالب الأكاديمية التقليدية.
ومن أبرز الفائزين في بقية الفروع:
-فرع الآداب: الكاتبة اللبنانية الفرنسية هدى بركات عن روايتها “هند أو أجمل امرأة في العالم”، التي تتناول ببراعة أدبية تجربة العيش على هامش المجتمع من خلال شخصية تعاني من مرض تضخّم الأطراف، بأسلوب تأملي عميق.
-فرع الترجمة: الإيطالي ماركو دي برانكو عن ترجمته من العربية إلى الإنجليزية لكتاب “هروشيوش” لبولس هروشيوش، في عمل يعكس تلاقحًا حضاريًا وفهمًا دقيقًا للنصوص الكلاسيكية.
-فرع التنمية وبناء الدولة: الإماراتي محمد بشاري عن كتابه “حق الكد والسعاية.. مقاربات تأصيلية لحقوق المرأة المسلمة”، الذي يعيد طرح مفاهيم فقهية برؤية معاصرة داعمة لتمكين المرأة.
-فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى: البريطاني أندرو بيكوك عن عمله حول حضور الثقافة العربية في جنوب شرق آسيا في القرنين 17 و18، وهو عمل يفتح أفقًا جديدًا لفهم الانتشار الثقافي العربي عالميًا.
-فرع تحقيق المخطوطات: الباحث العراقي البريطاني رشيد الخيون عن تحقيقه لكتاب “أخبار النساء”، في جهد علمي دقيق يعيد إحياء مصدر نادر من التراث العربي.
*شخصية العام الثقافية:
أما جائزة شخصية العام الثقافية، فقد كانت من نصيب الأديب الياباني العالمي هاروكي موراكامي، تكريما لمساهماته الأدبية المؤثرة عالميا، وتقديرا لحضوره الواسع في المكتبة العربية من خلال أعماله المترجمة، التي تجمع بين الواقعية والخيال، وتتناول قضايا الهوية والحرية والانتماء.
ويقام حفل تكريم الفائزين في 28 أبريل 2025، ضمن فعاليات الدورة الـ34 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب في مركز أدنيك، حيث سيحصل الفائزون على ميداليات ذهبية وشهادات تقدير، إلى جانب جائزة مالية قدرها 750 ألف درهم إماراتي (200 ألف دولار أمريكي)، لكل فائز، فيما يحصل الفائز بجائزة شخصية العام الثقافية على مليون درهم اماراتي،