يا سفارة السعودية، امنحوا الفيزا لتشيكا!

رسائل تأخرت عن موعدها

رسالتي رقم 13 موجهة بكل احترام ووقار للمملكة العربية السعودية، في شخص أي كان، من القنصل والسفير حتى حامي الحرمين. أعرف أن رقم 13 يتشاءم به الكثيرون عبر العالم، أغلبهم مسيحيون ولأسباب لا يعرفونها، لكنها على صلة وثيقة، حسب رأيي البسيط، بحراس الهيكل –  Les templiers-  ونهايتهم المأساوية فوق المحرقة على يد ملك فرنسا “فيليب الجميل” وبضوء أخضر من البابا، فجر 13 أكتوبر 1307 ميلادية.

بما أننا نلتقي مع أشقائنا السعوديين في الملة، ورسولنا المبعوث على أرضهم نهانا عن التطير، ربما كان هذا الرقم فألا حسنا، عكس ما يعتقد النصارى ومن في حكمهم. ما ألتمسه من ممثلي المملكة العربية السعودية على أرض المغرب الأقصى شيء بسيط، لا يدخل في باب مطالبتهم بمناصرة إخواننا وأخواتنا الذين يتعرضون للإبادة على أرض فلسطين وجنوب لبنان، ولا في باب مناشدتهم بوقف مواسم الرقص والتطبيل والترفيه واللعب إلى حين ميسرة، ولا حتى بإنشاء بيت مال المسلمين لتوزيع موارد الحج والعمرة التي تفوق ما يملكه “إيلون موسك” على المسلمين المعوزين، وهم حتما أكثر من الهم على القلب.

لا أطالبكم، يا أصحاب السعادة والفخامة، ببعد النظر في تدبير البترو دولار رأفة بمواطنيكم، الذين دربت عددا منهم ووجدتهم في غاية النباهة والأخلاق، عكس ما يشاع. لا أطلب منكم الاعتذار عما فعلته “الفلتانة” الأمريكية “جنيفر لوبيز” وراقصوها بالتبان حول مجسم للكعبة الشريفة، في غضون الشهر الجاري؛ فقد شهدنا، يوم 29 ماي 2015، نفس الإيحاءات الجنسية المبتذلة من نفس “المغنية” وهي “تضاجع” الكنبة، تقريبا بنفس التبان، على مسرح عاصمتنا، عاصمة المملكة المغربية، أرض الشرفاء، وفي بث مباشر على شاشة القناة الثانية الممولة من ضرائبنا.

لا أستعطفكم حتى تكفوا عن إهانة مقدسات المسلمين، لأنها رأسمالكم ومنها ستعيشون إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فالبترول مورد قابل للنضوب عكس الكعبة التي لها رب يحميها. ولا أنتظر منكم أن تصدوا أكياس “السيليكون والبوطوكس والفياغرا” من الحج إليكم قصد إحياء سهرات المجون والفسق وقلة الذوق والأخلاق، لأن عندنا في المغرب مثل يقول “الله ينجيك من المشتاق إذا ذاق”!

كل ما أطلبه من سعادتكم هو إصدار تأشيرة أو “فيزا” (لأنكم صرتم ترطنون بالإنجليزية وتحقِّرون العربية التي بفضلها استأسدتم علينا لقرون)، لتشيكا. وكلي أمل أن تمنوا عليها بالفيزا، لأنني حرمت منها وأنا في عز الحاجة إليها. فقد كنت أنوي مرافقة والدتي رحمة الله عليها لأداء العمرة وهي في المرحلة الأخيرة من مرض السرطان الذي أودى بحياتها، وكل ما كانت تتمناه بعد حياة مليئة بالتقوى والعطاء هو أن ترى ذلك المقام.

نعم، جاءني رفض سفارتكم آنذاك، وسافرت أمي المريضة إلى دياركم بدوني، مع صديقة لها. لما استفسرت عن سبب رفض التأشيرة، قيل لي إني بحاجة إلى محرم لأني دون الخامسة والأربعين! لا أخفي سعادتكم، أنه أسقط في يدي، إذ لم أعرف هل أندب أم أضحك. لأن مسألة المحرم لم أنشأ عليها، وأنا بنت فضيلة شيخ يعرف الحق من الباطل ويفتي بعلمه في الحلال والحرام. لم أستوعب، في ظل الإسلام وليس البوذية، هل أنا قاصر، وفقا لقرار سفارة المملكة العربية السعودية، لأني أنثى وأحتاج إلى ذكر ليوافق على سفري ويرافقني “رجله على رجلي”؟ أم أنني مجرد امرأة “عورة” أجر رِجل “الرجال” إلى الخطيئة قبل الخامسة والأربعين من عمري وبعدها أصبح “رجلا بشنب” بفعل هرمونات “سن اليأس”؟

والله، بقدر ما تفاجأت برفض تأشيرتي لمرافقة والدتي وتأدية العمرة بقدر ما صدمت وأقسمت ألا أقصد الحج ما دامت الأماكن المقدسة بين أيدي سادة قريش. ثم، وجدت نفسي أضحك، ضحكا كالبكاء، وأقارن بين فتوى “المحرم” وفتاوي شيوخ الوهابية الكبار التي صدَّروها إلى وطني، بقوة بترو دولار القنوات السعودية منذ ثمانينات القرن الماضي، من قبيل إسدال اللحى وحف الشوارب وتغطية المرأة بخيمة متنقلة وكيفية ضرب الناشز وتأديب الأطفال ومعاملة ما “ملكت أيمانكم”، ولا أنسى “السديس” وهو يدعو، خاشعا باكيا، كل يوم عرفة، بأشد العذاب والهزيمة وقطع النسل على اليهود والنصارى، ولا الشيخ “الكلباني” وهو “يتنخصص” كما نقول نحن المغاربة ذاكرا عذاب “العاصين” لأمر الله.

أحياني الحي القيوم حتى رأيت “السديس” يدعو لبني إسرائيل بالنصر ونضيره “الكلباني” يتكالب علينا بدعوى طاعة “أولي الأمر”! فاعذروني، لم أعد أرغب في تأشيرة للعمرة، فعمرتي حيث دَفَنْتُ والدتي التي لم أتمكن من مرافقتها. ولم أعد أرغب في أي تأشيرة لي غير تأشيرة المرور من هذه الدنيا بسلام. كل ما أوده هو أن تتكرموا، سعادتكم، بمنح فيزا لتشيكا، وهي كلبتي الحبيبة الموضوعة تحت كفالة جارتي صفية، حتى تتمكن من حضور المهرجان الدولي للكلاب المنظم في مملكتكم من ثاني إلى سابع ديسمبر 2024.

 

Exit mobile version