خولة بنعمر:”يطو هي تلك المرأة التي أرفض أن أصبحها”..

انا انسانة تحب الحكي والتعبير عن الأفكار بأدوات مختلفة..

بسمة نسائية/ ثقافة وفنون/ أصواتهن

حاورتها: عزيزة حلاق

كانت بدايتها بالقناة الأولى، حيث اشتغلت وتشتغل، كمخرجة تلفزيونية،أخرجت العديد من البرامج والوثائقيات والسهرات، قبل أن تخوض سنة 2016 تجربة الإخراج السينمائي بفيلم طويل بعنوان” نور في الظلام”، الذي حاز على جوائز عديدة، من أهمها جائزة العمل الأول في المهرجان الوطني بطنجة وجائزة العمل الأول في مهرجان الإسكندرية في مصر.

هي خولة بنعمر، ابنة الراحل شكيب بنعمر أحد رواد الإخراج التلفزي بالمغرب، وزوجة المخرج رؤوف الصباحي ابن الإعلامي المعروف رشيد الصباحي، هي امرأة بأكثر من قبعة، تنوع اشتغالها ومجال اهتمامها بين الابداع الفني والنضال النسائي بالشغف نفسه، استطاعت أن تثبت وجودها وتبصم حضورها في كل مجال لامسته. هي مخرجة ورئيسة جمعية “جسور ملتقى النساء”، واليوم هي كاتبة أيضا، بعد أن صدر لها كتاب بالفرنسية “بعنوان:”

*لو سألتك بداية عن عنوان الكتاب، أعتقد أنه يصعب ترجمته من الفرنسية إلى العربية، بشكل دقيق، يمكن أن نترجمه بكلمة “تقريبا”، فهل تؤدي هذه الكلمة المعنى بالنسبة لك، أم لك تفسير آخر لاختارك هذا العنوان؟

– أجد أن كلمة تقريبا، تؤدي المعنى التي أردته، فتقريبا، ايطو الشخصية المحورية للكتاب، تقريبا عاشت حياتها، وتقريبا حققت احلامها و تقريبا بدأت صفحة جديدة، هي تقريبا، تقريبا إيطو، وتقريبا القصة التي أردت حكيها. والخلاصة، هي أنه عندما نريد ارضاء الجميع وعندما نريد الدخول في كل الخانات، ينتهي بنا الامر بالعيش بطريقة تقريبية..وهذا هو المعنى الذي أردته من عنوان كتابي:

PRESQUE

*لو سألنك كيف جاءت فكرة الكتابة؟

– كان الهدف في البداية كتابة سيناريو لفيلمي المقبل فوجدت نفسي بحاجة إلى عمق أكثر في الحكي والتعبير بالكلمات، ولأنني لا اعتبر الحكي عملا، بل هو شغف وولع، فانا نادرا ما اقيد نفسي بضوابط او بأهداف، الكتابة بالكلمة هي اللغة التي فرضت نفسها علي في حياكة هده القصة.

* الكتاب بدأ إذن، كفكرة لكتابة السيناريو، وتحول إلى قصة مكتوبة، هل ممكن أن يتحول مستقبلا إلى فيلم؟ ومن من الممثلات المغربيات التي ترينها في شخصية ايطو؟

– نعم يمكن ان يتحول إلى فيلم لكونه يحكي قصة. وبالتالي القصة ماهي إلا ذريعة للتطرق لمجموعة من المواضيع، ممكن أن يكون فيلم يتكلم ربما عن أحداث مخالفة وشخصيات أخرى. لكنه يحمل نفس الافكار عن مساءلة الذات، عن العلاقات في المجتمع، عن العلاقات الأسرية، عن الحب، عن الفراق، عن الموروث الثقافي وعن عبثية بعض الممارسات التي تسيء لنا كنساء وكمجتمع.

*يبدو أن الهم النسائي وقضية المرأة والدفاع عن حقوقها وضرورة النهوض بأوضاعها التي نحملها جميعا كنساء وتحملينها كمناضلة نسائية حاضرة في هذا العمل؟

– أكيد، إذ كيف لي أن أنسلخ من كوني امرأة تناضل من اجل مواطنة كاملة أسوة بالرجل. فلا يمكن أن أنسلخ من كينونتي وقناعاتي وايماني بالقضية النسائية، وألا أعبر عن ذلك في أعمالي إن كانت في التلفزيون أو السينما أو الكتابة، فهذا دور كل واحد منا يؤمن بالمساواة ويطمح لمجتمع ليس فيه مواطن درجة أولى ودرجة ثانية، هذه مهمتنا ودورنا للرقي بمجتمعنا.

*هل شخصية يطو تشبهك؟ تمثلك؟

– تشبهني في أشياء وتختلف عني في الكثير، فيطو هي تلك المرأة التي أرفض أن أصبح، يطو امرأة اختارت ان تعيش حياتها بطريقة تقريبية ارضاء للجميع..

*وأين تلتقي معها؟

– (تبتسم) في القدرة على التحمل..

*أنت اليوم مخرجة وكاتبة ومناضلة حقوقية ورئيسة جمعية جسور

 وأنت أيضا زوجة وأم..

أين خولة الأقرب إلى خولة الانسانة؟

– أعتقد أنه ليست هناك صفات لا تتماشى مع بعضها وليست هناك شخصيات مختلفة عن بعضها…فلماذا يجب ان نفصل الانسان عن مختلف الادوار التي يقوم بها في المجتمع؟

انا انسانة تحب الحكي والتعبير عن الافكار بأدوات مختلفة، اعشق الكلمة وأحب الصورة، هذا شغفي وفي ذلك أجد متعتي. وانا مواطنة تحب ان تكون لها بصمة في تقدم بلدها.

ربما هي طريقتي في رد الجميل، او ربما تكون وسيلة اطمئن بها نفسي بأنني عنصر نافع في هذا الوطن. انا انسانة وجدت الحب فقررت أن تدخل مؤسسة الزواج وتشارك في خلق عالم جديد هو الاسرة. (تبسم)  انا خولة .

*الكتاب يتحدث عن سؤال القلق النسائي الوجودي

وسؤال المسؤولية والاختيارات من خلال شخصية ايطو

من خلال تجربتك هل نحن مسيرون أم مخيرون؟

– نحن مخيرون… ربما تفرض علينا الحياة بعض الاشياء لكن طريقة تعاملنا معها هو اختيار شخصي. نعيش نتاج خياراتنا ومدى تحملنا لمسؤولية قراراتنا، النضال قرار والنهوض بعد السقوط قرار، مواجهة الذات قرار، إعادة النظر في بعض القرارات ايضا قرار، تحكيم العقل قرار والرضوخ للمسلمات قرار..

*لحظة صفاء أين تجدينها؟

امام البحر، بجانب شريكي في الحياة وابننا يركب الموج

*الكتاب الذي تقرأين؟

كتاب اقرأه وقرأته وأعاود قراءته دائما هو الامير الصغير

*ماذا تمثل بالنسبة لك هذه الأسماء:

شكيب بنعمر رحمه الله؟

– أجمل ابتسامة، نضرة الفخر، الرقي والإخلاص

* رؤوف الصباحي؟

العشق، الحب، السند، الرفقة الطيبة –

*ورشيد الصباجي؟

– سرعة البديهة، النكتة، الصداقة.

*امرأة أبهرتك؟

– بهيجة ملين. جدتي رحمها الله

*امرأة ترفضين أن تمثلك؟

كل امرأة تحمل الاخر مسؤولية خنوعها وتقبل على نفسها لعب دور الضحية.

كلمة لقراء “بسمة نسائية

أجمل بسمة هي التي تأتي من القلب والعقل معا…

 

Exit mobile version