كورونا ورقة التوت..


بقلم عز العرب العلوي

لا يمكن للعالم ان يظل على حاله بعد هذه الأزمة العالمية.. كورونا علامة فاصلة بين زمن

 وآخر..هي أزمة علمتنا الكثير وأسقطت ورقة التوت عن كل من كانوا يدعون الريادة ومن كانوا يتبجحون بحماية العالم..

أمريكا لم تستطع حماية نفسها، فكيف لها أن تحمي العالم؟.. المجموعة الأوروبية التي كان الأفارقة يموتون على شواطئها طلبا لتغطية الصحية، تبين أنها عارية من الصحة وقارة من العجزة على أهبة الانقراض..روسيا الدب القطبي الذي أرعب العالم أصابه الذعر ولزم مكانه ينتظر دوره في البؤس ونقل الأموات…واجتاحتهم موجة من الهستيريا ..وقرصنوا بعضهم البعض ..

هاهي التشيك تسطو على شحنة كمامات  ولوازم طبية كانت متوجهة إلى إيطاليا.. وهاهي إيطاليا تسطو على شحنة مواد مطهرة كانت متجهة إلي تونس.. حتى المفهوم الأخلاقي  شعارهم منذ زمن ..أصابه التوحش … سقطت ورقة التوت عنهم جميعا وتبين في الأخير أننا في الهم سواء وماحك جلدك غير ظفرك.. وعلينا نحن الدول الثالثية أن نواجه مصائرنا بأنفسنا وأن نكتشف أخيرا انه كانت لدينا قوة داخلية لتسيير أنفسنا.. لكن لم نكن ننتبه إليها لانبهارنا بقوة الأخر وعظمته وعقدة الأجنبي التي أثبتت الأيام أنها وهمية .. كانوا يجعلوننا نعتقد أن لا مجال لنا للتطور إلا بامتلاك ترسانة عسكرية مدمرة  توازي قوتهم وقنابلهم النووية  وأنظمة صواريخهم المتطورة.. ماذا صنعوا الآن بأسلحة الدمار الشامل التي يمتلكونها؟.. كل الميزانيات الكبيرة التي رصدت لها كانت استثمارا في الدمار والخراب فلا غرو أن يجدوا  أنفسهم اليوم بدون مستشفيات ولا أدوية ولا إسعافات… ففشلهم اليوم أصبح تماما  بحجم استثمارهم في الخراب والدمار .. ألا يقال إن حامل المطرقة لا يرى إلا المسامير.. هذا ما كان يتسابق العالم من أجله.. الحرب والضرب والقتل والتجريح .. كورونا ستغير مفاهيم القوة مستقبلا.. الدول القوية هي من ستبنى نظاما صحيا لا يقهر وتعليما قادرا على مجابهة التحديات في كل وقت وحين.. حينها فقط ستصبح فعلا دولة عظمى بالإنسانية والعلم  يهابك العالم من الهيبة المشحونة بالاحترام والتقدير وليس من الخوف والترهيب..

Exit mobile version