انضموا لنا سيسعدنا تواجدكم معنا

انضمام
أخبار بسمة

هل يستحق كل الآباء عيد الأب؟

كريمة رشدي

يحتفل الآباء اليوم في عدد من البلدان في العالم بعيد الآباء، الذي يوافق كل سنة الأحد الثالث من شهر يونيو، ويعود الاحتفال بعيد الأب إلى أوائل القرن الماضي، حيث جاءت فكرة تخصيص يوم لتكريم الأب، من طرف فتاة أمريكية  تدعى سونورا لويس سمارت دود، حين استمعت لحديث ديني في عيد الأم سنة 1909، وأرادت هذه الشابة أن تكرم والدها وليام جاكسون، الذي سهر على تربيتها هي وإخوتها الخمسة بعد وفاة والدتهم سنة 1898، ولأنها لم تعرف أمها، وقدرت اختيار والدها وتضحياته، قدمت سونورا عريضة لطلب تخصيص يوم للاحتفال بالأب، تجاوب معها عدد كبير من الناس، ومنذ 19 يونيو 1910 بدأ الاحتفال بعيد الأب، الذي يتزامن كل سنة مع يوم الأحد الثالث لشهر يونيو. وانتشر في عدد من البلدان.

فهل يستحق كل الآباء هذا الاحتفال والتكريم؟

أتمنى أن يستحق كل الآباء الاحتفال بهم مثل وليام جاكسون، الذي كرس حياته ليربي أبنائه الستة بعد وفاة زوجته، الآباء الطيبون والمحبون لأبنائهم دون ميز، والذين لا يهمهم شيء سوى سعادة أبنائهم، الآباء الذين لا يخجلون من أبنائهم كيفما كانت درجة وسامتهم، أو ذكائهم، سواء كانوا ذكورا أم إناثا، بعاهات أو بدونها، يتقبلون أبنائهم ويحبونهم دون شروط.

لكننا نجد للأسف، آباء لا يستحقوا أن يحتفى بهم، وليس من حقهم أن ينتظروا الهدايا ولا حتى تلك اللوحات البسيطة التي ترسمها المعلمات ويكتب عليها الأطفال بخط رديء أحبك أبي…
إلى الآباء الذين يدفعون أطفالهم ذكورا وإناثا للعمل، في حين أن مكانهم الطبيعي هو حضن الوالدين والمدرسة…
إلى الآباء الذين يتنصلون من المسؤولية ولا يعترفون بأبنائهم، فيتركونهم لمصير مجهول، ولمواجهة مجتمع لا يرحم…
إلى الآباء الذين يستغلون براءة أطفالهم للتسول بهم…
وإلى أولئك الذين يغتصبون براءة بناتهم وأولادهم في نزوة عابرة…
وإلى الذين يعنفون أبنائهم بطريقة مرضية وهم مقتنعون أن هذا واجبهم…
وإلى الآباء الذين يحبون الذكور ويكرهون الإناث…
وإلى الذين لا يظهرون حبهم لأبنائهم خوفا على هبتهم…
وإلى الآباء الذين يستعملون أبنائهم لتصفية حسابات خسيسة مع زوجاتهم أو طليقاتهم…

وإلى الآباء الذين يحبون أبنائهم بحسب نتائجهم المدرسية…

وإلى الآباء الذين يحملون الأم إعاقة ولد أو عقوقه…

لكل هؤلاء أقول، أنتم لا تستحقوا أن تحملوا لقب أب…

أبناؤكم لا يحبونكم بقدر ما يخافون منكم، ويظهرون لكم حبا زائفا…

 

 

اظهر المزيد

عزيزة حلاق

مديرة مجلة بسمة نسائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

تم اكتشاف Adblock المرجو وضع مجلة بسمة في القائمة البيضاء نحن نعول على ايرادات الاعلانات لاستمرارية سير المجلة. شكرا