ممنوع على النسا

8 مارس: تحديات ..ورهانات

جليل طليمات

يعتبر الالتزام الفكري والنضالي بقضية تحرر المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين شرطا لتحرر جميع أفراد المجتمع, وبعدا جوهريا من أبعاد التحديث الثقافي والسياسي والاجتماعي. إن المبالغة في الحديث عن المكتسبات المحققة لايجب أن يطمس الواقع المؤلم الذي تواجهه الأغلبية الساحقة من نساء بلادنا في مختلف المستويات, وأخطرها مستوى الذهنية الذكورية المهيمنة في كل فضاءات الحياة اليومية .
وإذا كان يوم 8 مارس رمزا لكفاحات النساء العاملات في بداية القرن الماضي بأمريكا والغرب من أجل المساواة في الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ( حق الاقتراع آنذاك) فإن مطلب تحقيق مكاسب فعلية في المساواة بين الجنسين ما زال مطلبا ملحا وفي مقدمة رهانات تقدم ونهضة مجتمعنا . فرغم المكتسبات التي تحققت بفعل نضال الحركة النسائية ومختلف قوى التقدم ,فإن المرأة ببلدنا ما زالت تواجه تحديات الإقصاء والتهميش والتعنيف والإستغلال الاجتماعي والجنسي ما يفرض سياسات عمومية إرادوية للنهوض بأوضاع المرأة في كافة المجالات من جهة, والقطع مع كل أشكال التمييز من جهة ثانية .
إن وضعية المرأة لاتنفصل عن تأخر مجتمعاتنا التاريخي , فهي ضحيته الأولى بفعل رسوخ الفكر التقليدي المحافظ ,وهيمنة الثقافة الدينية النكوصية . وهاهنا تصبح المواجهة النقدية للثقافة الذكورية والتقليدانية ولمختلف أشكال التشييء و” التسليع” للمرأة , المدخل الرئيس لتفعيل مبدأ ومطلب المساواة القانونية والحقوقية والاجتماعية والسياسية بين الجنسين .
إن تحرير الوعي الفردي والجمعي , الذكوري والأنثوي على حد سواء ,من ركام مستنقعات الثقافة الماضوية الذكورية الملتحفة بلبوس ديني , يشكل شرطا لا غنى عنه لبناء ثقافة المساواة , فالنضال من أجل تحرير المرأة من مختلف مظاهرا لحيف والإقصاء, ومن الفقر والهشاشة ..الخ هو أعمق من كونه مجرد مطالب قانونية وحقوقية تفصيلية_على أهميتها وحيويتها_ , إ نه مسألة فكرية , ثقافية , إيديولوجية , في المقام الأول , و رهان حيوي من رهانات أي مشروع حداثي نهضوي..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى